رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د.بدر بن سعود ال سعود
د.بدر بن سعود ال سعود

البدو لا يأكلون الرمان

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أعلنت السلطات السعودية مؤخراً منع استيراد المنتجات الزراعية من لبنان، وجاء ذلك على خلفية إحباط تهريب 68 مليون حبة كبتاغون محشوة في فاكهة الرمان القادمة من بيروت، وقد بدأ سريان المنع في 25 أبريل 2021، ولن يتوقف إلا بتقديم ضمانات موثوقة من الجانب اللبناني، فالمحاولات السعودية لحل الإشكال لم تؤخذ بالجدية الكافية، والدليل استمرار عمليات التهريب، فقد شكلت المملكة محطة نهائية ونقطة عبور لأكثر من ست مئة مليون حبة كبتاغون، ومئات الكيلوغرامات من الحشيش المخدر طوال ست سنوات، وكلها وصلت من الأراضي اللبنانية.
المتهم الأول والمؤكد في قضية التهريب هو حزب الله، ونشاطه في تجارة المخدرات ثابت بالدليل، وتتابعه الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا الجنوبية، والثالثة تمثل مركزاً لنفوذ الحزب، ويستخدمها في التنسيق والتواصل مع جماعات الجريمة المنظمة والمافيا وكارتيلات المخدرات، وقد صنفت واشنطن الحزب في قائمة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود، والسبب تجارته في المخدرات وغسل الأموال.
ما تقوم به المملكة لحماية أمنها يعتبره حزب الله واتباعه حصاراً على لبنان وتحريضاً عليه، وكأنها لم تقدم المليارات لإعمار لبنان ودعم الليرة اللبنانية، ولم تحتضن ومازالت، ما يقرب من 350 ألف لبناني يمثلون ما نسبته 63 % من لبنانيي الخليج، وهؤلاء يحولون ملايين الدولارات لأهاليهم في كل شهر، إلا أن الحزب يجيز بيع المخدرات للمجتمع السعودي لأنه من المجتمعات المعادية، وينظر لتصرفه كعمل من أعمال المقاومة، وربما اتسعت دائرة القرار السعودي في المستقبل، فالحزب سبق وأن أرسل صواريخ للحوثي في اليمن، وبالتالي فتهريبه للأسلحة إلى الداخل السعودي لأغراض تخريبية وبمباركة إيرانية غير مستبعد. حزب الله يغامر بمصالح الشعب اللبناني، وحتى اقتراح رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان يبدو خارج السياق، فهو يقترح وضع سكانرات على الحدود اللبنانية واستخدام الكلاب البوليسية، بالإضافة لختم كل كونتينر يذهب إلى الأراضي السعودية بالشمع الأحمر، وإصدار لائحة مصدرين ذهبية من أصحاب الأسماء النظيفة في القطاعات الصناعية والاقتصادية، وما لم يتم فرض رقابة حقيقية ومحاسبة للمتورطين في التهريب، وهم من حزب الله أو المحسوبين عليه، ولهم كلمة مسموعة ومؤثرة في الأوساط السياسية داخل لبنان، فهذا النوع من الأجراءات لن يصمد طويلاً. المملكة تستورد 50 ألف طن من الفواكه والخضار اللبنانية كل سنة، وبقيمة 24 مليون دولار كأكبر مستورد خليجي، وتعتبر نقطة مرور لأكثر من 55 % مما تصدره لبنان، وبقيمة تقدر بحوالي 92 مليون دولار، ولا بد من وصاية دولية لإخراج لبنان من أزماته، وأهمها اجتثاث حزب الله من مفاصل الدولة اللبنانية، ومعالجة الأحوال المعيشية الصعبة لأهل لبنان، وبدونها سيستمر الفراغ والوهن والانحراف السياسي فيه، ولن يتمكن من إقامة علاقات طبيعية مع جيرانه، وأولهم البدو الذين لا يأكلون الرمان.
نقلاً عن الرياض

arrow up